يعتبر وادي بني غافر والذي يبعد عن مركز ولاية الرستاق قرابة 18 كيلومترا من أشهر وأطول الأودية ليس فقط على مستوى ولاية الرستاق بل على مستوى السلطنة ككل؛ حيث يقدر طوله حوالي 160 كيلومترا ، حيث يبدأ الوادي مشواره الطويل بالانحدار من الجبال المتاخمة لولاية عبري (بلاد الشهوم, الشنيته, النجد، وادي الهجر) عند جبل السراة، مارا بأول قراه من الغرب وهي (القرية) بتشديد الياء، مرورا بقرى شخر، المهبب، ضبعة، الميحة، المقحم، الميدان، الكهف، الظاهر، الطيب، الرجلة، القرطي، الرم، يقاء، الدفع، المرجي، الخاضة، خفدي، العقق، البدايع) ُثم ينطلق إلى قرى وادي بني هني ابتداء من (الحشاة) إلى (المدينة)،بطول حوالي 10 كيلومترات، بعدها يسافر الوادي وحيدا إلى أن يصل إلى الحوقين التي تتميز بشلالاتها المائية الغزيرة، وخضرتها الدائمة، بعد ذلك يشد وادي بني غافر رحاله عبر الصحراء متجها إلى البحر ليقدم مكارمه إلى قرى ولاية السويق إبتداء من العريق غربا فبطحاء هلال وصولا إلى الثرمد، حيث تغمر مياه وادي بني غافر هذه المناطق قبل نزولها إلى البحر، ممدة إياها بالمياه الوفيرة وبمادة الغرين الجبلية التي تعمل على الحفاظ على خصوبة التربة، لذلك كانت ولاية السويق أكبر المدن الزراعية انتاجا على مستوى السلطنة بفضل الله.

يتميز وادي بني غافر بموقعه الإستراتيجي في السلطنة حيث كان قديما ممرا للقوافل المتنقلة من الباطنة إلى مناطق الظاهرة والداخلية لسهولة بيئته الجبلية فتضاريس الوادي ليست صعبة بل توجد في الوادي مسطحات أرضية واسعة كما هو الحال في المرجي والقبيل ويقاء ومري, وقد قامت الدولة مشكورة بتخطيط هذه المسطحات لتكون أراض سكنية ولمختلف الأغراض, كما أن تلال خفدي والقرطي والظاهر والميدان والميحة وضبعة وسني وظيظة تعتبر من المناطق المؤمل أن تأهل بالسكان، وقد تعززت استراتيجية موقع وادي بني غافر باحتضانه الطريق السريع(الرستاق عبري) الذي تكرمت الدولة وأنشأته حديثاعلى مواصفات دولية راقية، حيث يعتبر هذا الطريق من طرق الربط الكبيرة في السلطنة، مما عزز التجارة والاستثمار في الرستاق وعبري وفي وادي بني غافر ذاته، وسهل عملية الانتقال بين ولايات الباطنة ومسقط بأخواتها في الظاهرة والداخلية.

توجد لوادي بني غافر العديد من الروافد والأودية الكبيرة والتي تصب في مجراه؛ مثل: وادي الغريز ووادي القبيل ووادي يقاء ووادي الطيب ووادي مري ووادي شخر وشرجة سني وشرجة صمية ووادي ساي ووادي راب, وللوادي امتدادات ارضية كبيرة ولذلك أطلق عليه الإمام نور الدين السالمي رحمه الله تعالى (الوادي العظيم)أنظر تحفة الأعيان، ولعل ذلك نسبة إلى جبل(طيسع)الضخم الذي يأخذ معنى العظيم في اللغة كما أشار إلى ذلك الشيخ مهنا بن خلفان الخروصي في كتابه حول تاريخ الرستاق.

وتوجد في الوادي العديد من العيون والأفلاج الدائمة؛ منها عين خفدي وعين يقاء وعين سني وعين المرجي وهي عبارة عن نبع دائم بفضل الله وقد شقت كأفلاج لري المزروعات، لذلك يعتبر وادي بني غافر وجهة سياحية جميلة نظرا لتعدد مكوناته بين أفلاج وعيون وقلاع وأبراج تاريخية؛ ومن هذه الأبراج والحصون حصن الظاهر وأبراج المرجي والدفع وسني والقرطي والميدان والمقحم وضبعة وبرج السويجري المطل على الشارع العام عند الطيب ولا تكاد تخلو قرية من قراة من برج أو برجين دفاعيين.






أحدث المواقع
مواقع مميزة
ولايات نشطة



تابعنا على