يقع في نيابة بركة الموز التابعة لولاية نزوى ويعتبر من الأفلاج الداودية الهامة ويتغذى من وادي المعيدن الذي يتميز بغزارة تدفقه أثناء هطول الأمطار ويبلغ طوله الكلي من أم الفلج وحتى الشريعه حوالي 2450مترا ويمتاز بالدقة المتناهية في توزيع مياه الفلج واستمرارية تدفقه طول العام ،وما يميز هذا الفلج مرور قناته داخل احد الحصون الشهيرة بالسلطنة وهو حصن بيت الرديدة الذي تم بنائه في عهد اليعاربة خلال الفترة من 1649ـ 1711م ،ويعد هذا الفلج من المعالم الأثرية التي تتميز بها نيابة بركة الموز.
ويعد فلج الخطمين في نيابة بركة الموز بمحافظة الداخلية أحد خمسة أفلاج أدرجتها لجنة التراث العالمي عام 2006 ضمن لائحة التراث العالمي لما يتميز من نظام مائي فريد من نوعه أبدع فيه العمانيون كأقدم هندسة ري منذ ما يزيد عن ألفي عام، ويندر أن يوجد مثيل له في مختلف دول العالم، إلى جانب فلج دارس بولاية نزوى وفلج الملكي بولاية إزكي، وهذه الأفلاج الثلاثة بمحافظة الداخلية، كذلك فلج الميسر بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة، وفلج الجيلة بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية.
وقد تم تقسيم مجرى الفلج عند مدخل البلدة إلى ثلاثة أقسام متساوية ، بحيث يذهب أحد الأقسام إلى ري المزارع التابعة للأهالي، أما القسمان الآخران فيعودان للإلتقاء في مجرى واحد وهما مخصصان لري الأراضي الزراعية التابعة لبيت المال التي تملكه الدولة ولو أتي بثلاث كرات متساويات في الحجم والوزن وتم إلقاؤها في نفس الوقت في مجرى الفلج قبل نقطة تقسيمه لذهبت كل كرة في قسم يختلف عن الآخر مما يؤكد على التوزيع الدقيق للمياه في كل قسم من أقسام الفلج كما يظهرمن خلال الصور
قصة الفلج :
عندما أراد الإمام سلطان بن سيف اليعربي إنشاء قرية بركة الموز أمر بشق فلج في القرية أسماه فلج الخطمين وذلك لاستغلال المياه الدائمة الجريان في أعلى وادي المعيدن وفي رافده الأساسي (أم الفلج) وادي سعدة وذلك لاحتوائه على معظم الأودية القادمة من الجبل الأخضر، حيث استعان الإمام لحفر وشق فلج الخطمين بأهال الجبل الأخضر هم قبيلة الفهود وذلك لخبرتهم في شق الأفلاج في ذلك الوقت. بدءوا بشق النفق المتعرج بداخل الوادي من أعلى بيت الرديدة حاليا ليصل طوله 2100م، وبعرض مترين وبارتفاع متر واحد، وأقصى عمق للفلج 60 قدما، بني النفق عند مخرج الفلج على مسافة 300م بالحجارة والجص العماني، ونحت في باطن الأرض على مسافة 800م، وبني الباقي منه بالحجارة فقط.
وقبل اكتمال بناء الفلج حدثت حادثة أدت إلى مقتل سبعة أفراد من الذين يعملون بالفلج ؛ وذلك أثر انهيار مواضع النفق أسفل فرضة الربخي بخمس فرضات ودفنوا أسفل الرمال إلى يومنا هذا ،بعد هذه الحادثة فر باقي الرجال إلى الجبل الأخضر ، فلحق بهم الإمام بين قرية المعيدن والقصود وهو يناديهم بأعلى صوته (يا أهل الجبل عودوا إلى العمل إني أخدم لكم أما)وهو يرمي بذور السدر (النبق) حيث تنبت منها شجر السدر يعرف اليوم بسدر الإمام.
للفلج عدة سواعد مكونة من عدد كبير من الفرض منها: فرضة المصاريج، والفرضة المربعة الرأسية، وفرضة الربخي، بعد جريان الفلج في النفق قام الإمام لتقسيم مياهه عند نهاية الشريعة إلى ثلاثة أقسام، مكونة جميعها من خمسة أجزاء، فغيز الجبل والغيز الوسطي يتدفقان للغيز الأعلى ونصيبه ثلاثة أجزاء (سمي بغيز الفوق) والغيز التحي في الجانب الغربي يتجه للغيز الأسفل وله جزءان من خمسة أجزاء ( ويسمى بغيز التحت).
خيّر الإمام من أنشئوا الفلج بين نصفي الأراضي الزراعية في القرية، فاختاروا الجانب الغربي، والجانب الشرقي يكون لبيت مال المسلمين.
وبطبيعة جغرافية بركة الموز حيث تنتشر بها الأودية والشعاب قام الإمام بإنشاء عدد من الجسور وأنفاق لجريان المياه عليها حتى تصل إلى آخر القرية لسقي المزروعات، كما بنى جسران شهيران في القرية على شكل متوازي مستطيلات، مبنية من الحجارة فقط؛ لمرور مياه الفلج فوقها ومن الأسفل زودت بفتحات لمرور الناس ومياه الأودية ومعاقل الخيول.
الجسر الأول: ويسمى عوقة الولجة ويقع في منطقة الولجة، ويبلغ طوله 100متر، وارتفاعه ستة أمتار، وعرضه مترين، ولم يتم تجديد أي جزء منه حتى الآن.
الجسر الثاني: ويسمى عوقة الجزيرة ويقع في منطقة الجزيرة ويفصل الأراضي الزراعية الواقع في تلك المنطقة، والمشهورة بزراعة الموز وهي ملك لبيت مال المسلمين، طول هذا الجسر حوالي 260متر، وعرضه مترين، وارتفاعه 5.5 متر، أعيد بناء بعض أجزاءه، وتعديل بعض الفتحات لمرور السيارات، مما ساعد على ازدهار زراعة الموز والنخيل في تلك المنطقة.






أحدث المواقع
مواقع مميزة
ولايات نشطة



تابعنا على