إهتم العُمانيون بالعمران منذ القدم وتفننوا في تشيد المباني والقصور التي أصبحت في ‏وقتنا الحاضر شواهد أثرية تحكي فنون العمارة العربية الإسلامية . ‏

وتنتشر في المدن العُمانية القلاع والحصون التي ترمز لعراقتها وحضارتها الضاربة في ‏جذور التاريخ ، كما بنيت الأبراج على الجبال والمرتفعات المطلة على المدينة لتحرسها من ‏كيد الطامعين . ‏

وغالباً ما يرتبط نشأة وتوسع المدينة العُمانية بوجود الماء وهو الفلج ، ووسيلة الدفاع ‏هو الحصن أو القلعة ، فحين يقوم الأهالي بحفر الفلج يجعلون مساره تحت حصن البلدة حيث ‏السلطة التقليدية ، فيضمنون حاجتهم من الماء للشرب والوضوء وغيره قبل أن يتم توزيعه ‏وفق التقسيم الزمني على الحيازات الزراعية ، فتتوسع البلدة ويزيد العمران على مقربة من ‏الفلج وحول محيط الحصن . ‏

وتتسم المدينة العمانية بالمحافظة على رونقها المعماري المتمثل في المنازل المتراصة ‏المشيدة بإنتظام على سفوح الجبال وعلى ضفاف الوديان ، وتتميز بالشرفات والنوافذ ‏والأبواب المنقوشة المزخرفة . ‏

وقد شهدت الحركة العمرانية في السلطنة في عهد حضره صاحب الجلالة السلطان ‏قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله ــ طفرة واسعة ، بحيث تتغير وجه الحياة في السهل ‏والجبل والوادي والساحل ، وعلى الرغم من إستخدام أحدث الأجهزة وإتباع الأساليب ‏العصرية في البناء ، فقد إحتفظت العمارة العمانية بطابعها الأصيل ليختلط التراث العماني ‏القديم بالهندسة المعمارية الحديثة . وقد نتج عن إمتزاج الحداثة بالأصالة العمارة العمانية ‏الحديثة بشكل منسق ومنسجم يميز المدن والتجمعات العمرانية العمانية ويضيف عليها ‏المزيد من الجمال ، ويراعي في مسار الإتجاه العمراني أصول المعمار العربي الإسلامي ‏والتكيف مع ظروف وطبيعة البيئة .‏

وقد أثبتت العمارة العُمانية أصالتها وتفوقها من خلال فوزها عدة مرات بجائزة منظمة ‏المدن العربية لأفضل مشروع معماري على مستوى الوطن العربي . ‏

ففي عام 1986م فاز مبنى وزارة الخارجية العمانية بجائزة الدورة الأولى لمنظمة المدن ‏العربية كأفضل مشروع معماري عربي من حيث أنه يحمل صفات الشخصية المعمارية العربية ‏الإسلامية مع توافر العناصر والملامح المعمارية المحلية المتمثلة في الخشب المزخرف وملائمة ‏المبنى لظروف البيئة وإعتماد التصميم على فكرة الفناء المفتوح الذي يعمل على إدخال ‏الضوء الطبيعي وتجدد الهواء بكميات كافية ، وهو على غرار القصور التاريخية المشيدة في ‏مختلف الحقب الإسلامية .‏

وفي عام 1992م فاز مبنى سوق نزوى بجائزة أفضل مشروع معماري عربي بإعتباره ‏أحد الصروح المعمارية التي تم تنفيذها على الطابع العربي الإسلامي التقليدي ، حيث جاء ‏التصميم منسجماً ومتناسقاً مع المباني الأثرية المجاورة للسوق ـ وأهمها قلعة نزوى التاريخية التي ‏يرجع تاريخ بنائها إلى 1668م . ‏

كما فاز مبنى بلدية مسقط بجائزة منظمة المدن العربية في عام 1995م ، حيث فاز ‏مبنى بلدية مسقط بالجائزة كأفضل مشروع معماري عربي , ويجمع مبنى البلدية بين قصور ‏مسقط القديمة والخطوط المعمارية الحديثة ، ويتلاءم مع البيئة والمناخ العماني ، وجاءت ‏الزخارف والزجاج المعشق إضافة جديدة لفن المعمار العماني إلى جانب قباب المبنى وعقوده ‏وبهوه الداخلي . ‏

وقد جاء فوز السلطنة بجوائز منظمة المدن العربية نتيجة تمسكها بتراثها المعماري ‏الأصيل ذي الملامح العربية الإسلامية العريقة . ‏






أحدث المواقع
مواقع مميزة
ولايات نشطة



تابعنا على