تبنت السلطنة الدعوة العالمية التي أطلقتها منظمة التربية والثقافة والعلوم " اليونسكو " ‏لدراسة طريق الحرير والتجارة القديمة التي كانت تتبادلها القوافل التجارية البرية والبحرية بين ‏شعوب العالم . ‏

فنظراً للأهمية الحضارية للمشروع ولموقع عُمان الجغرافي والدور الذي لعبته في مسيرة ‏التواصل الإنساني بين الشرق والغرب ، فقد كان لها دور ريادي في الرحلة البحرية لطريق الحرير ‏يتمثل في الإلتفاتة الكريمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله ــ ‏بتخصيص اليخت السلطاني فلك السلامة مع كل طاقمه لتستخدمه البونسكو لهذه الرحلة ، ‏وذلك تقديراً من جلالته للمردود العلمي للدراسة ونتائجها الإيجابية والإستفادة نت معطياتها ‏لزيادة الترابط بين شعوب العالم . وشملت دراسة طريق الحرير رحلات برية وبحرية ، فإحدى ‏الرحلتين البريتين بدأت من (اسطنبول) وإنتهت في مدينة (اكسيان) بالصين ، والرحلة الأخرى ‏بدأت من أدويسا الروسية وإنتهت في كانتون بالصين أيضاً . أما الرحلة البحرية فقد بدأت من ‏البندقية يوم 23/11/1990م مروراً بـ 21 ميناء منها مسقط وصلالة وإنتهاءاً بأوساكا باليابان ، ‏حيث المحطة الأخيرة . ‏

وقد سلكت فلك السلامة خط السير نفسه الذي سلكه ماركو بولو في بحثه عن الحرير ‏والتوابل ، وقد دخلت السفينة وعلى متنها أكثر من سبعين عالماً ميناء صلالة يوم ‏‏13/11/1990م ، حيث أمضوا يوماً كاملاً ، زاروا الأماكن الأثرية مثل ميناء سمهرم وآثار مدينة ‏البليد وهما الموقعان اللذان إرتبطا بتجارة اللبان التي لعبت دوراً في التواصل بين الشعوب ‏والحضارات القديمة . ‏

وفي يوم 17/11 وصلت فلك السلامة ميناء السلطان قابوس بمسقط أثناء إحتفالات ‏البلاد بالعيد الوطني العشرين ، حيث أعد لها إستقبال رسمي وشعبي قدمت خلاله الفرق ‏الأهلية ألواناً متعددة من فنونها الشعبية , كما قام العلماء والمشاركون من البعثة ببرنامج حافل من ‏الأنشطة تمثلت في مشاركتهم في إحتفالات البلاد بالعيد الوطني ، بالإضافة إلى زيارة العديد من ‏المواقع الأثرية خاصة تلك التي أدرجتها اليونسكو ضمن الآثار العالمية مثل سور بهلاء ، كما ‏أقيمت في اليوم العشرين من نوفمبر ندوة دولية موضوعها " أهمية التراث البحري العماني لطريق ‏الحرير " إستمر إنعقادها لمدة يومين . ثم واصلت السفينة سيرها يوم 25/11 إلى بقية موانئ ‏باكستان والهند والشرق الأقصى مروراً بالصين وحتى أوساكا باليابان ، وقد شملت الرحلة 21 ‏ميناء في 16 دولة ، وقطعت مسافة 17.500 ميل ، وتبلغ حمولة فلك السلامة 10864 طناً ‏وطولها 130 متراً ، والسرعة القصوى تقدر بـ 19.5 عقدة في الساعة . ‏

وأهم أهداف الرحلة معرفة مدى تأثر الحضارات والثقافات في الشرق والغرب بعضها ‏ببعض وما تم تناقله من معلومات تقنية وعلمية من خلال التبادلات التجارية لمختلف السلع ‏وخاصة الحرير الذي إستقطب إهتمام الملوك والأثرياء منذ الأف الثاني قبل الميلاد . ورغم أنه ــ ‏أي الحرير ــ من أثمن السلع الواردة من الشرق إلى أوروبا فقد ظل مجهولاً حتى القرن السابع عشر ‏، حيث إكتشف الصينيون دودة القز وحفظوا سرها وظلوا يصدرون الحرير قروناً عديدة دون ‏أن يعلم الأروبيون مصدره على وجه التحديد . ‏

إستمرت رحلة طريق الحرير البحرية ما يزيد عن أربعة أشهر من أكتوبر وحتى مارس ‏‏1991م ، تم تقديم 182 بحثاً في 19 ندوة دولية حول التواصل الحضاري خاصة بين شعوب ‏البلدان التي كان يعبرها طريق الحرير البحري قديماً ، بالإضافة إلى الأبحاث التي كانت تقام يومياً ‏فوق السفينة خلال الرحلة التي كان يقوم بها العلماء والمفكرون وغيرهم من المشاركين . ‏






أحدث المواقع
مواقع مميزة
ولايات نشطة



تابعنا على